السبت، 28 يناير 2023
ما ضاع حق وراءه مطالب
دخلت امرأة على المأمون وهو في ديوان المظالم، وعليها هيئة السفر، فوقفت بين يديه فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فنظر إلى يحيى بن أكثم فقال لها يحيى: وعليك السلام يا أمة الله، تكلمي في حاجتك فقالت:
يا خيرَ مُنتَصِفٍ يُهدى له الرَّشَدُ .. ويا إماماً به قد أشرَقَ البَلدُ
تشكو إليكَ عميدَ القوم أرمَلَةٌ .. عُدِّي عليها فلم يُترك لها سَبَدُ
وابتُزَّ منِّي ضياعي بَعدَ مَنعَتِها .. ظُلماً وفُرِّقَ منِّي الأهلُ والولدُ
فأطرق المأمون حيناً، ثم رفع رأسه إليها وهو يقول:
فى دون ما قلت زال الصبر والجلد .. عني وأقرح مني القـلب والكبـد
هـذا أوان صلاة العصر فانصرفي .. واحضري الخصم فى اليوم الذي أعد
والمجلس السبت إن يقض الجلوس لنا .. ننصـفك منـه وإلا المجلس الأحد
فلما كان يوم الأحد، فكان أول من قدم إليه تلك المرأة.
فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
فقال: وعليك السلام. أين الخصم؟
فقالت: الواقف على رأسك يا أمير المؤمنين، وأومأت إلى العباس ابنه.
فقال: يا أحمد بن أبي خالد خذ بيده فأجلسه معها مجلس الخصوم، فجعل كلامها يعلو كلام العباس.
فقال لها أحمد بن أبي خالد: يا أمة الله إنك بين يدي أمير المؤمنين وإنك تكلمين الأمير، فاخفضي من صوتك.
فقال المأمون: دعها يا أحمد، فإن الحق أنطقها وأخرسه
ثم قضى لها بِرَدِّ ضيعتها إليها، وظلم العباس بظلمه لها، وأمر بالكتاب لها إلى العامل الذي ببلدها أن يرد لها ضيعتها ويُحسن معاونتها، وأمر لها بنفقة.
رسالتي الى كل من وقع عليه ظلم أوصل مظلمتك بكل أدب وحكمة إلى القضاء وستأخذ حقك بإذن الله، وما ضاع حق وراءه مطالب.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
-
برز إلى السطح في المغرب، منذ فترة ليست قصيرة، نقاش جديد قديم في مفهوم "البنية السرية". وبالرغم من أنه يبقى محدودا بين مهتمّين بالش...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق